Monday 26 November 2007

الأطهار

أطلت علينا هوليود فى عام الف وتسعمائة وسبعة وثمانين برائعة المخرج العالمى براين دي بالما الأطهار أو المعصومين وهى الترجمة العربية لعنوان الفيلم
The un touchable
والفيلم يحكي ببساطة شديدة قصة اربعة
اشخاص احدهم في مباحث الضرائب واثنان من رجال الشرطة والاخر موظف مدني تعاهدوا على القضاء على عصابات المافيا في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي, وتحديداً عصابة " ال كابوني" التي اشترت ذمم وضمائر كل رجال الشرطة تقريباً واعضاء الكونجرس والقضاة حتى المحلفين وهم المجموعة التي تختار عشوائياً للمشاركة في اصدار حكم قضائي ضد المتهمين والفيلم من بطولة كيڤن كوستنر فى دور المحقق نيس والرائع روبيرت دينيرو فى دول ال كابونى و شون كونورى فى دور الشرطى مالون . وينتهي الفيلم بإيقاع العصابة وسجن زعيمها وتنعم شيكاغو بالراحة وفاتنا آن نقول آن اثنين من رجال المباحث من مجموعة" الاطهار" قد لقيا مصرعهما برصاص العصابات ومع عودة إلى الواقع فى مصرنا العزيزة نجد ان الرؤيا تختلف كثيرا فمفهوم الاطهار يتحول من لقب يطلق على رجال القانون ومحاربى الفساد إلى لقب يطلق على من هم فوق القانون من أباطرة رجال الاعمال والفاشلون القريبون من السلطة بل وعلى رجال السلطة أنفسهم الذين شاخوا على مقاعدهم ولم يقدموا اى جديد بل والادهى أنهم أوقعوا البلاد والعباد فى مصيدة الجهل والفقر والمرض ولنأخذ بعض الامثال البسيطة أتفقنا أو إختلفنا معها . فإبراهيم عيسى مثلا متهم بتكدير الأمن العام وإطلاق شائعات أثارت البلبلة وأصابت الإقتصاد المصرى وهوت بأسهم البورصة إلى أسفل سافلين وذلك لأنه تجرأ وتكلم عن صحة الرئيس وأيمن نور زج بة فى غياهب السجون لتجرؤة على أسيادة وإحرازة للمركز الثانى فى إنتخابات الرئاسة الماضية وخيرت الشاطر العضو النشيط فى مكتب الإرشاد الإخوانى تم تلفيق قضية غسيل أموال لة وهو الآن فى إنتظار الحكم علية وعلى الجانب الاخر نرى ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشورى الاسبق وصديق سكرتير رئيس الجمهورية وصاحب العبارة الشهيرة التى أغرقت قرابة الالف مصرى فى أعماق البحر الأحمر ينعم بالأموال والحرية فى لندن ولا يجرؤ أحد على محاسبتة و على الدين هلال مثلا صاحب الصفر الشهير والذى على يدية هوت سمعة مصر إلى الحضيض لم يحاسب وهو الآن عضوا هاما فى لجنة السياسات بالحزب الحاكم و الكتكوت المفترس أحمد عز صاحب إمبراطورية الحديد وصديق مبارك الإبن الشخصى والداعم المادى الأكبر للحزب الحاكم وحملاتة الإنتخابية لا يجرؤ أحد على توجية أى إتهام لة على ممارسة الأحتكار أرأيتم الآن من هم الأطهار فى بلد لا يطبق فية القانون إلا على الغلابة لكنة لا يمس الأطهار بأى سوء

Monday 5 November 2007

الدب الاكبر والدب الاصغر

سوف اتحدث قليلا عن الفلك قبل الدخول فى صلب الموضوع فمن منا لم يغرم بالنجوم الساطعة فى السماء أثناء طفولتة والكثير منا حلم بالإرتقاء إلى السماء لكى يستطيع أن يمسك النجوم بيدية ومن من العشاق لم يسهر الليالى وهو ينظر إلى جمال النجوم بل ويصل بة الحال إلى أن يعدها أو يرسم صورة لحبيبتة من النجوم لكى يهون علية ذلك طول الليالى وأشهر مجاميع النجوم فى السماء قاطبة هما مجموعتى الدب الأكبر و الاصغر ويطلق عليهما بالإنجليزية أورسا ميچور و أورسا ماينور و تأتى أهمية هاتان المجموعتان فى انهما كانا يستخدمان فى إرشاد الناس فى البر والبحر قبل إختراع البوصلة و الإسترلاب إلى إتجاة الشمال وتضم مجموعة الدب الأصغر فى ذيلها النجم الأشهر فى السماء وهو النجم القطبى أو بولاريس ولن أدخل فى تفاصيل أكثر عن عدد نجوم كل مجموعة وكيفية رؤيتها فى السماء لأن هذا ليس موضوعى ولكنى سأتحدث عن دب أكبر أخر ودب أصغر أخر فالدب الأكبر الذى سأتحدث عنة هو رئيسنا المبجل و الدب الاصغر هو نجلة فدبنا الأكبر المسيطر على مقاليد الحكم منذ عدد من السنين يصعب عدها تم إنتخابة رئيسا للحزب الوطنى بالإقتراع السرى المباشر المعروفة نتيجتة مسبقا وهى الإجماع يا للجبروت ويتحدث المنافقين من حولة عن ديموقراطية ونزاهة الإنتخابات يا للإ ستنطاع والاخرون يتحدون عن المستقبل المشرق يا للهبل ودبنا الاكبر قرر منذ مدة ان يجعلها ملكية تورث لأولادة ولإحفادة من بعدة ويعد العدة لحدوث هذا التوريث قريبا وإن لم يكن فى حياتة فبعد مماتة واللة المستعان على ما يدبرون أما دبنا الاصغر فيسعى جاهدا بشتى الطرق لتحسين صورتة أمام الناس ويقول أنة نصير الفقراء و ان الفلاح هو المواطن الاول فى هذا البلد وان الدعم لة اولوية قصوى ناهيك عن موضوع الإستخدام السلمى للطاقة النووية الذى تحدث عنة فى مؤتمر الحزب فى العام الماضى واللة على ما يقول شهيد ومصرنا الحبيبة طوال عمرها ولادة فقد اتحفتنا ببشر ما أنزل اللة بهم من سلطان يباركون كل ما يحدث من مآسى فى هذا البلد ويصفقون لة و أكبر المحن و المأسى فى بلادنا محنة الدب الاكبر و الدب الأصغر