أطلت علينا هوليود فى عام الف وتسعمائة وسبعة وثمانين برائعة المخرج العالمى براين دي بالما الأطهار أو المعصومين وهى الترجمة العربية لعنوان الفيلم
The un touchable
والفيلم يحكي ببساطة شديدة قصة اربعة
اشخاص احدهم في مباحث الضرائب واثنان من رجال الشرطة والاخر موظف مدني تعاهدوا على القضاء على عصابات المافيا في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي, وتحديداً عصابة " ال كابوني" التي اشترت ذمم وضمائر كل رجال الشرطة تقريباً واعضاء الكونجرس والقضاة حتى المحلفين وهم المجموعة التي تختار عشوائياً للمشاركة في اصدار حكم قضائي ضد المتهمين والفيلم من بطولة كيڤن كوستنر فى دور المحقق نيس والرائع روبيرت دينيرو فى دول ال كابونى و شون كونورى فى دور الشرطى مالون . وينتهي الفيلم بإيقاع العصابة وسجن زعيمها وتنعم شيكاغو بالراحة وفاتنا آن نقول آن اثنين من رجال المباحث من مجموعة" الاطهار" قد لقيا مصرعهما برصاص العصابات ومع عودة إلى الواقع فى مصرنا العزيزة نجد ان الرؤيا تختلف كثيرا فمفهوم الاطهار يتحول من لقب يطلق على رجال القانون ومحاربى الفساد إلى لقب يطلق على من هم فوق القانون من أباطرة رجال الاعمال والفاشلون القريبون من السلطة بل وعلى رجال السلطة أنفسهم الذين شاخوا على مقاعدهم ولم يقدموا اى جديد بل والادهى أنهم أوقعوا البلاد والعباد فى مصيدة الجهل والفقر والمرض ولنأخذ بعض الامثال البسيطة أتفقنا أو إختلفنا معها . فإبراهيم عيسى مثلا متهم بتكدير الأمن العام وإطلاق شائعات أثارت البلبلة وأصابت الإقتصاد المصرى وهوت بأسهم البورصة إلى أسفل سافلين وذلك لأنه تجرأ وتكلم عن صحة الرئيس وأيمن نور زج بة فى غياهب السجون لتجرؤة على أسيادة وإحرازة للمركز الثانى فى إنتخابات الرئاسة الماضية وخيرت الشاطر العضو النشيط فى مكتب الإرشاد الإخوانى تم تلفيق قضية غسيل أموال لة وهو الآن فى إنتظار الحكم علية وعلى الجانب الاخر نرى ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشورى الاسبق وصديق سكرتير رئيس الجمهورية وصاحب العبارة الشهيرة التى أغرقت قرابة الالف مصرى فى أعماق البحر الأحمر ينعم بالأموال والحرية فى لندن ولا يجرؤ أحد على محاسبتة و على الدين هلال مثلا صاحب الصفر الشهير والذى على يدية هوت سمعة مصر إلى الحضيض لم يحاسب وهو الآن عضوا هاما فى لجنة السياسات بالحزب الحاكم و الكتكوت المفترس أحمد عز صاحب إمبراطورية الحديد وصديق مبارك الإبن الشخصى والداعم المادى الأكبر للحزب الحاكم وحملاتة الإنتخابية لا يجرؤ أحد على توجية أى إتهام لة على ممارسة الأحتكار أرأيتم الآن من هم الأطهار فى بلد لا يطبق فية القانون إلا على الغلابة لكنة لا يمس الأطهار بأى سوء