هذة القصة التى سأرويها اليوم ليست من محض خيالى وليست أسطورة من الاساطير تتحاكى بها الألسن فى أزمان البؤس والكآبة كى يتواسى بها الناس كأيامنا السوداء هذة وتخبرنا القصة أن هناك ملك قد تنازل عن الحكم بكامل إرادتة إلى شعبة بعدما أحس بفداحة ظلمة وسوء تقديرة للأمور وفعلها قبل ان يأتى يوم لا تنفع فية توبة وكان السبب فى هذا الامر كلمة قالها أحد الزهاد الذين لايخافون فى قول الحق لومة لائم وهذ الملك هو يحى بن يغان ملك مدينة تلمسان وهى من كبريات مدن دولة الجزائر فى عصرنا الحالى .. كان فى زمنه رجل فقيه عابد منقطع من اهل تونس يقال له أبو عبد الله التونسى , فبينا هذا الصالح يمشى بمدينة تلمسان إذ لقيه يحيى بن يغان ملك المدينة فى رجاله وحشمه فقيل له هذا أبو عبد الله التونسى عابد وقته فمسك لجام فرسه وسلم على الشيخ فرد عليه السلام وكان على الملك ثياب فاخرة فقال له ياشيخ هذه الثياب التى انا لابسها تجوز لى الصلاة فيها فضحك الشيخ فقال له الملك مم تضحك قال من سخف عقلك وجهلك بنفسك وحالك ... مالك تشبيه عندى إلا بالكلب يتمرغ فى دم الجيفة وأكلها وقذارتها فإذا جاء يبول يرفع رجله حتى لايصيبه البول وانت وعاء ملىء حراما وتسأل عن الثياب ومظالم العباد فى عنقك , فبكى الملك ونزل عن دابته وخرج عن ملكه من حينه ولزم خدمة الشيخ فمسكه الشيخ ثلاثة أيام ثم جاءه بحبل فقال له أيها الملك قد فرغت أيام الضيافة قم فاحتطب فكان يأتى بالحطب على رأسه ويدخل به السوق والناس ينظرون إليه ويبكون فيبيع ويأخذ قوته ويتصدق بالباقى ولم يزل فى بلده ذلك حتى لقى ربه ودفن , وكان الشيخ إذا جاءه الناس يطلبون ان يدعو لهم يقول لهم إلتمسوا الدعاء من يحيى بن يغان فانه ملك فزهد ولوا بتليت بما ابتلى به من الملك ربما لم أزهد.. وهنا إنتهت القصة وانا اتوجة بها إلى سيدى الرئيس والأخوة المنافقين من حولة والذين سوف يسمعونة أحلى ابيات الشعر فى حكمتة وعظمتة وكرمة قبل إلقائة لخطبة عيد العمال وأقول لة أنا اعتقد انك لاتجرؤ على فعل مافعلة يحيى بن يغان وانتم ايها المنافقون لا تجرؤون على فعل ما فعلة أبو عبد اللة التونسى ولك اللة ثم شعبك يا مصر