فى أزهى عصور الدولة الرومانية القديمة مرحلة الجمهورية ظهر منصب ليس له مثيل فى مثل ذلك الزمان وهو التريبون وتعنى بالعربية نصير الشعب أو المدافع عن الحقوق العامة وكان يتم إنتخاب صاحب هذا المنصب من عامة الشعب ولمدة عاما واحدا غير قابل للتجديد وكان نصير الشعب يمتلك سلطات هائلة فى مواجهة مجلس الشيوخ وكان لابد من موافقتة لإقرار الميزانية العامة للدولة وسن قوانين الضرائب على المواطنين وأبرز من تولوا هذا المنصب هو تيبيريوس جراكوس وهو صاحب أول قوانين تنظيم ملكية الاراضى فى الدولة الرومانية والحد من إمتلاك الأفراد للضياع والمزارع الهائلة وترك بقية المواطنين فقراء لا يجدون قوت يومهم وقد قال تيبيريوس للعامة الفقراء في إحدى خطبه الشهيرة التي تعد من أعظم الخطب في التاريخ الروماني كله "إن لحيوانات الأرض جحورها ولطير الهواء أوكارها ومخابئها، أما الرجال الذين يحاربون ويموتون من أجل روما فلا يستمتعون فيها إلا بالضوء والهواء. إن قواد الجيش ينادون جنودهم أن يقاتلوا دفاعاً عن قبور آبائهم وأضرحتهم، ولكن نداءهم هذا نداء سخيف باطل، إذ ليس في وسعك أن تدلهم على مذبح لآبائهم يقربون فيه لآلهتم، وليس للفقراء مقابر لأسلافهم. إنكم أيها الفقراء تقاتلون وتموتون لينعم غيركم بالثروة والترف، ويقال لكم: إنكم سادة العالم، ولكنكم لا تجدون في هذا العالم موضعاً لقدم، في وسعكم أن تقولوا إنه ملك لكم" وقد قتل تيبيريوس بعد هذة الجراءة الغير معهودة بعد ذلك بقليل وفى الديمقراطيات الحديثة تم إستبدال منصب التريبيون بنظام البرلمان ومهمتة تكون مراقبة أعمال الحكومات وسن القوانين ولكن فى مصرنا الحبيبة اليوم عندنا مجلس نيابى يسمى مجلس الشعب وهو لا يمثل الشعب بأى حال من الاحوال فالغالبية العظمى من أعضاءة تم إنتخابهم بالتزوير أو بالبلطجة والغالبية العظمى ايضا من أعضاءة هم أتباع وذيول للحزب الحاكم ولا يهمهم بأى حال من الاحوال مصلحة الناس الذين إنتخبوهم ولكن المهم الحصانة والنهب والسلب وإزدياد الثروات وإن كانت على حساب دماء الفقراء من أبناء الشعب والبعد عن طائلة القانون والخروج من هذا المجلس بأقصى الارباح الممكنة ولايهتم أحدهم بمحاسبة الحكومة ولا يجرؤ أحد على حساب الرئيس فما أحوجنا اليوم إلى نصيرا للشعب يسأل عن حقوقة وللة الامر من قبل ومن بعد .