ظهر فى أوروبا ما بين القرن الخامس عشر والقرن السابع عشر نوع من الأدب الهجائى يطلق علية أدب المغفلين أبطاله مغفلون أو مجانين يمثلون نقائص المجتمع في عصرهم بأسلوب مجازي ساخر وأقدم أثر بارز من آثار هذا الأدب قصيدة سفينة المغفلين الطويلة التي نظمها الشاعر الألماني سيبستيان برانت عام 1494 منتقدا فيها الفساد الذي استشرى في الكنيسة الكاثوليكية قبل عصر الإصلاح الديني; وهي تروي قصة عدد من المغفلين, يزيد على مئة, اجتمعوا على متن سفينة وأبحروا إلى ناراغونيا أو فردوس المغفلين ... و لكن ويا للغرابة نرى التشابة الواضح بين قصيدة سفينة المغفلين التى تم صياغة أحداثها فى نهاية القرن الخامس عشر ووضع بلادنا المحبوبة فى أوائل القرن الحادى والعشرين فمصرنا العزيزة أصبحت سفينة كبيرة تضم عشرات الملايين من المغفلين و المعتوهيين بدلا من سفينة برانت التى إحتوت على مئة من المغفلين فقط هؤلاء المغفلين من أبناء الشعب المصرى يصدقون ما يقولة لهم الحكام من أوهام و قد وعد الرئيس منذ نيف وربع قرن المصريين المغفلين بالتقدم والرفاهية و تعهد بقيادة سفينة الوطن إلى فردوس الحضارة ولكن هيهات لقد أبحر بنا الربان إلى نارجونيا ..فردوس المغفلين .. نعم فردوس المغفلين فالواقع أن ما آل إلية حال بلادنا لا يمت للفردوس بأى صلة و إذا كان يعتقد سيادتة أن هذا هو الفردوس فهو يستحق بكل فخر ان يكون ربان سفينة المغفلين وفقط المغفلين لأنة لايرضى بمثل هذا الوضع غير مجموعة من المغفلين و المعتوهين بل و المتخلفين عقليا باللة عليك يا سيدى أين نحن على اى جزيرة رست سفينة الوطن أنا أرى أن سفينة الوطن لم ترسوا على أى جزيرة بل غرقت فى قاع البحر إلى غير رجعة ياربان السفينة أين الماء فالمسافرين عطشى ياربان السفينة أين الغذاء فركاب السفينة قد أهلكهم الجوع ياربان السفينة إين البنية التحتية التى ظللتم تتحدثون عنها عشرات السنين و الرائحة العفنة تملئ جنبات السفينة ياربان السفينة أين تعلمتم أصول الملاحة أين تعلمتم أصول القيادة أين تعلمتم أصلا ياربان السفينة باللة عليك قل لنا الحقيقة ولا تعاملنا كالمغفلين قل لنا أننا نغرق كى نواجه مصيرنا بشجاعة و لا تستخفون بعقولنا وتقولون أننا وصلنا بالسفينة إلى بر الامان لأن مانراة ليس امان بل هو إمتهان ياربان السفينة نستحلفك باللة أن تتركنا فى حالنا وياركاب السفينة هل وعدكم الربان بالفردوس و النعيم وصدقتم يالكم من مغفلين تستحقون حقا ركوب سفينة المغفلين