Friday 20 July 2007

وضاع العمر ياولدى

بلدنا المحروسة مليئة بالعجائب ولكن العجيبة الكبرى فى مصر هى الوقت فالوقت لا قيمة لة مطلقا فى ربوع هذة البلاد تمر الايام بل والسنين علينا ويبقى الحال كما هو علية لا تغير نفس البيروقراطية ونفس التخلف ونفس الفساد ونفس العذاب بل والأدهى نفس الرئيس منذ ربع قرن, المواطن المصرى يومة ضائع بين طابور العيش صباحا للحصول على رغيف لا ترضى بة الحيوانات ثم إنتظار المواصلات أيا كان نوعها حتى يستطيع اللحاق بعملة ثم فى العمل نفسة تجد لا أحد يعمل فى تخصصة ولا أحد يعرف ماذا يفعل مما يزيد من ضياع وقت المواطن بين مكاتب الموظفين وفوت علينا بكرة وختم النسر وورق الدمغة وهذة الخزعبلات المتوارثة من زمن الفراعنة و إذا أراد المواطن إستخراج شهادة أو بطاقة أو أى مستند حكومى ضاع علية اليوم فى الوقوف فى طوابير لا آخر لها ومحاربة الزحام الشديد وتعنت الموظفين وإذا أراد أحد المواطنيين الشرفاء إنشاء مصنع صغير أو مشروع على قطعة أرض علية الحصول على موافقة أكثر من عشرين جهة حكومية لا تربطها ببعضها البعض أية علاقة مما يتسبب فى ضياع الوقت والمال وعلى ما أعتقد هروب صاحب المشروع بأموالة اما الطامة الكبرى إذا أراد احد ان يأخذ حقة بالقانون فعلية الإنتظار طويلا حتى يستطيع أخذ حقة وتمر على بعض القضايا عشرات السنين قبل صدور أحكام نهائية فيها مما يتسبب فى وقوع ضرر جسيم على صاحب الحق أو ضياع الحق نفسة ما هذا الهذيان ثم نأتى إلى الشباب المقهور بعد تخرجة من الجامعة تمر علية السنين الطوال فى إنتظار فرصة العمل سواء كانت فى الحكومة أو فى القطاع الخاص للأسف هذا هو الواقع المريرفى هذا البلاد حيث لا قيمة مطلقا للوقت وليتهم يعلمون أن إحترام الوقت هو الفارق بين الأمم المتخلفة من امثالنا والأمم المتقدمة و مع ذلك إبتسم انت فى بلد شعارة وضاع العمر يا ولدى

Friday 6 July 2007

تأثير بيرنهايم

ها قد عدت ثانيا إلى المواضيع الغريبة التى قد لا يفهمها البعض و لكن معذرة طبيعة المهنة تحكم حيث أن العلاقة بين الطب والسياسة و فروعها لا تنتهى وكلما قرأت بعمق فى النظريات الطبية المعقدة أجد أنها قابلة للتطبيق ليس فقط فى عالم السياسة بل فى الأقتصاد أيضا و العجيب فى الأمر أن التطبيق يكون مباشرا وقد كنت أقرأ أمس فى كتاب خاص بأمراض القلب و إستوقفتنى و إسترعت إنتباهى نظرية برنهايم و تنص هذة النظرية على أنة فى حالة إصابة الإنسان بمتلازمة إرتفاع الضغط المزمن و الحمد للة أغلب المصريين مصابون بمثل هذا المرض و السبب معروف المهم يكون التأثير المباشر للضغط العالى على عضلة القلب فى صورة تضخم فى عضلات البطين الأيسر لكى يستطيع القلب ضخ الدم فى مقابل المقاومة العالية فى شرايين الجسم الرئيسية ولهذا التضخم حدود معينة يتعايش معها المريض و لكن إذا زاد هذا التضخم عن حدة فإن البطين الأيسر يقوم بالضغط الشديد على البطين الأيمن ويؤدى هذا الضغط إلى فشل فى وظائف عضلة القلب اليمنى و بالتالى إحتقان شديد فى أوردة الجسم و الكبد و فشل فى التنفس و بالتالى الوفاة وهذ ما يسمى بتأثير بيرنهايم حد فاهم حاجة المهم... إذا طبقنا هذ ة النظرية فى عالم الإقتصاد نجد الآتى حينما تتضخم ثروات الأغنياء و تنمو حولهم طبقة من النتفعين يستفيدون من الوضع و تزداد ثرواتهم بسبب أسيادهم يبدأون بالضغط على الطبقة الوسطى فى المجتمع وينازعونهم فى الإستفادة من التعليم الجيد و الرعاية الصحية و الوظائف المتميزة و ينتزعونها منهم إنتزاعا بشتى الوسائل من رشوة وفساد و محسوبية و فى وجود هذة الطبقة العفنة المحبة للتملك تزداد أسعار المأكل و المشرب و المواصلات و مصاريف الزواج و أشياء أخرى كثيرة و بالتالى تزداد الضغوط على الطبقه الوسطى و تبدأ فى التلاشى ... اما فى عالم السياسة حينما تزداد قوة الدول وتتسارع وتيرة التقدم بها ويزداد الطلب على الطاقة تبدأ هذة الدول فى الضغط على الدول متوسطة القوة و الضعيفة من أجل إمدادها بالطاقة بأبخس الأثمان و تجبرها على توقيع إتفاقيات تجارة مجحفة من أجل تصريف منتجاتها بأعلى الأسعار وإذا إحتكم الأمر تلجأ هذة الدول القوية إلى إحتلال الدول الضعيف و بالتالى تزداد الضغوط على الدول المتوسطة والضعيفة و يؤل مصيرها إلى الموت والفناء و الآن بعد كل هذا أليست العلاقة حميمه بين الطب و السياسة